اخبار تقنية الاستمطار الصناعي في المغرب 2024 وأخر مستجدات البرنامج

في ظل التحديات المناخية المتزايدة وندرة الموارد المائية، برزت تقنية الاستمطار الصناعي كحل مبتكر لتعزيز الأمن المائي في العديد من الدول وتعتمد هذه التقنية على تحفيز السحب لإسقاط الأمطار من خلال إدخال مواد معينة، مثل يوديد الفضة أو الثلج الجاف، باستخدام طائرات أو صواريخ وقد أثبتت فعاليتها في زيادة معدلات الهطول المطري بنسبة تصل إلى 25%، مما يجعلها خيارًا استراتيجيًا لمواجهة الجفاف وتأمين احتياجات المياه.
تُستخدم تقنية الاستمطار الصناعي في أكثر من 40 دولة حول العالم، بما في ذلك الإمارات والسعودية والصين، حيث تسهم في تحسين جودة الحياة ودعم القطاعات الزراعية ومع التقدم التكنولوجي، أصبحت هذه التقنية أكثر أمانًا وكفاءة، مما يعزز من دورها في تحقيق الاستدامة البيئية ومواجهة التغيرات المناخية.
ما هي تقنية الاستمطار الصناعي؟
تقنية الاستمطار الصناعي هي أسلوب علمي يستخدم لتحفيز السحب على إنزال المطر من خلال نثر مواد معينة داخلها مثل يوديد الفضة أو الملح وتهدف هذه التقنية إلى زيادة كميات الأمطار خاصة في المناطق التي تعاني من الجفاف ونقص الموارد المائية.
تاريخ الاستمطار الصناعي في المغرب

صرحت دولة المغرب عن بدأ مشروع تحت مسمى غيث، وذلك تعريف خاص للبرنامج الذي يقوم بالإشراف على العمليات الخاصة بالاستمطار، كذلك تم بدأ المشروع في عام 1984 وذلك بعد حدوث موجة جفاف كبير في الفترة الزمنية ما بين عام 1979 و 1983، كما أن البرنامج قد مر بثلاث مراحل، بداية المراحل هي مرحلة التجريب وذلك في خلال اول خمس سنوات، أما المرحلة الثانية فتعرف باسم التقييم والتثبيت في الفترات ما بين عام 1990 و 1995، والمرحلة الثانية هي مرحلة الاعتماد الرسمي وذلك في عام 1996.
ما هو الهدف من برنامج الاستمطار في المغرب؟
تم إطلاق هذا البرنامج من أجل العمل على زيادة هطول الأمطار من أجل دعم القطاعات الحيوية منها الزراعة كما أيضا توفير مياه تكون صالحة للشرب.
عمليات الاستمطار في المغرب بالأرقام
شهد المغرب خلال عام 2024 تنفيذ ما يقارب 70 عملية استمطار صناعي، ضمن جهود تعزيز الأمن المائي ومواجهة موجات الجفاف المتكررة وتُعد هذه العمليات جزءًا من “برنامج الغيث”، الذي يدار بتعاون بين المديرية العامة للأرصاد الجوية والقوات الملكية الجوية، ويُظهر هذا الرقم التوسع الواضح في تبني التقنية سنويًا استجابة للظروف المناخية المتغيرة.
خطوات إتمام عملية الاستمطار الصناعي

من أجل إتمام عملية الاستمطار الصناعي في المغرب تم المرور بعدة خطوات سوف يتم ذكرها عبر النقاط الآتية:
- تقوم المغرب باستعمال طائرتين من أجل تلقيح السحب، حيث أن الطائرة الأولى هي طائرة King Air 200.
- والتي تستخدم في تلقيح السحب الطبقية وذلك عبر استعمال خرطوشات من الملح أو نترات الفضة.
- كما أنها مجهزة بأجهزة استشعار من أجل قياس الخصائص الحيوية و الميكروفيزيائيه للسحب.
- يتم استعمال الطائرة الثانية والتي تلقب بطائرة Alpha jet والتي تستعمل في تلقيح السحب الركامية.
- كما يعتمد البرنامج على 20 موقع ارضي يكون موزع خلال مناطق بني ملال و أزيلال و الحاجب.
- كذلك تمتلك مولدات أرضية تقوم بالعمل على نشر يوديد الفضة من خلال التيارات الهوائية الصاعدة.
- للتأكد من كفاءة العمليات، يتم إمداد المواقع 20 مولد ترضي بشكل ثابت، مع 3 مولدات متنقلة للمناطق الجليدية، يتم البرنامج بالاشتراك بين جهات منها الدرك الملكي والقوات الملكية الجوية كما الإدارات الحكومية المختصة.
معايير نجاح تقنية الاستمطار الصناعي

حددت هيئة الأرصاد الجوية مجموعة من المعايير التي تعمل على نجاح تقنية الاستمطار الصناعي، والتي من أهمها ما يلي:
- وجود شبكات واسعة من المحطات الرصدية.
- تصميم نماذج رقمية دقيقة.
- وضع شبكة رادارات تعمل على تغطية مناطق التدخل.
- الحرص على مراقبة الأحوال الجوية وتحليلها بدقة.
- الابتعاد عن تلقيح السحاب في بعض الحالات الجوية التي تشكل ضرراً كبيراً.
- توفير السحب المستهدفة للحصول على أفضل النتائج.
- وجود كمية مناسبة من المياه بدرجة حرارة تحت التجمد داخل الغيوم.
- استغلال الزمن لإجراء عمليات البذر للحصول على أفضل النتائج.
آليات تطبيق الاستمطار الصناعي
هناك بعض الآليات التي تساهم في تطبيق تقنية الاستمطار الصناعي وهي عبارة عن:
- الاستمطار الصناعي من خلال الطائرات التي تحلق بجوار السحب، والهدف الأساسي من ذلك هو نشر الغيوم بالاعتماد على بعض الأنظمة المجهزة لهذا الغرض.
- الاستمطار بواسطة المدافع التي يتم استخدامها كمضادة للطيران، وهي تستطيع أن تنشر الغيوم بانوية يوديد الفضة من أجل تحفيزها على سقوط الأمطار.
- استخدام محطات الانبعاث الأيوني التي تعمل على نشر الأيونات السالبة ونقلها إلى السحب باستخدام ذرات الغبار، وذلك بهدف تعزيزها لهطول الأمطار منها.
مناطق الاستهداف الجغرافي: التركيز على المناطق الأكثر تضررًا
تستهدف عمليات الاستمطار الصناعي مناطق تعاني من قلة الأمطار وشح المياه، مثل إقليمي أزيلال والحاجب، بالإضافة إلى جهة بني ملال خنيفرة، حيث تُعد هذه المناطق من أكثر المناطق تضررًا بالجفاف ويتم اختيار هذه الجهات بعناية وفق دراسات مناخية دقيقة، لضمان تحقيق أكبر استفادة من كل عملية استمطار.
تحديات تواجه التقنية: بين التكلفة والمخاطر البيئية
رغم النجاحات، إلا أن الاستمطار الصناعي يواجه انتقادات متزايدة أبرزها ارتفاع تكاليف التنفيذ، إذ تحتاج كل عملية إلى طائرات متخصصة ومواد كيميائية مكلفة، كما يعبر البعض عن مخاوف بيئية وصحية، خاصة من استخدام يوديد الفضة، واحتمال تراكمه في التربة أو المياه الجوفية.
التوسع في الاستمطار واستخدام التكنولوجيا
ضمن رؤيتها المستقبلية، تخطط الحكومة المغربية لتوسيع نطاق عمليات الاستمطار لتشمل مناطق جديدة في الشمال والشرق، مع تبني تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والدرون لتحليل السحب بدقة أكبر وزيادة كفاءة العمليات وهذه التوسعات تهدف إلى جعل الاستمطار أداة دائمة ومستدامة في مواجهة آثار التغير المناخي.
فوائد الاستمطار الصناعي
كما هو معروف أن تقنية الاستمطار الصناعي لها عدد كبير من الفوائد المتنوعة والمختلفة، والتي من أهمها:
- دعم الدول التي تعاني من مشاكل الجفاف عن طريق زيادة مستوى الأمطار في المناطق المصابة بالجفاف، مما يساعد على تحسين الأوضاع الاقتصادية لها.
- تساهم تقنية الاستمطار الصناعي في تعزيز كمية المياه الزراعية عن طريق الأمطار التي تسقط من السحب، وبالتالي يتم الحصول على كميات مناسبة من المياه الإضافية التي يتم تخزينها من أجل الاستخدام في الزراعة.
- تقليل حدوث الأعاصير وخصوصاً تلك التي تحدث بسبب الهطول المبكر للأمطار.
- المساهمة في وصول أشعة الشمس لبعض الأماكن، مما يساهم في تعزيز عمليات البناء الضوئي الخاصة بالنباتات.
- زيادة مستوى الثلوج على الجبال بشكل يجعل المناطق المحيطة بها تستفيد بإمدادات طبيعية من المياه.
- تقليل نسبة الأضرار التي تنتج عن سقوط الأمطار الغزيرة، نظراً لأن هذه التقنية تساعد على تنظيم الطقس.
عيوب الاستمطار الصناعي
على الرغم من كثرة المزايا والفوائد التي تقدمها تقنية الاستمطار الصناعي للكثير من الدول، إلا أنها تحتوي على بعض العيوب التي يمكن عرضها في الآتي:
- تعتمد تقنية الاستمطار على الظروف الجوية بصورة أساسية، وبالتالي تتوقف نتائجها على حالة هذه الظروف.
- لا تزال هذه التقنيات غير متطورة وتحتاج إلى الكثير من التحديثات، وبالتالي لا يضمن نتائجها بشكل كافية مما يجعل تكاليفها في بعض الأحيان دون فائدة.
- يحتاج تقييم نتائج تقنية الاستمطار إلى وقت طويل، حيث قد تبلغ عمليات التقييم إلى حوالي 5 سنوات كحد أدنى للوصول إلى نتيجة مضمونة.
- كما يؤدي الاستمطار إلى زيادة نسبة درجات الحرارة خلال النهار، وهذا يسبب انخفاضها أثناء الليل.
- قد يحدث بسبب عملية الاستمطار الصناعي مشاكل سياسية، وذلك في حالة اتهام الدول بعضها باختلاس الموارد الطبيعية.
الأسئلة الشائعة
ما هو الاستمطار الصناعي وكيف يعمل؟
الاستمطار الصناعي هو تقنية تهدف إلى تعزيز هطول الأمطار من خلال تلقيح السحب بمواد مثل يوديد الفضة أو الملح، مما يحفز تكاثف بخار الماء داخل السحب وتساقط الأمطار.
هل تقنية الاستمطار الصناعي آمنة للبيئة والإنسان؟
بينما تُستخدم مواد مثل يوديد الفضة بكميات ضئيلة، تشير بعض الدراسات إلى احتمال تأثيرها على البيئة، مثل تلوث المياه والتربة لذا يُنصح بإجراء تقييمات بيئية دقيقة قبل تنفيذ عمليات الاستمطار.
ما هي تكلفة تنفيذ عمليات الاستمطار الصناعي؟
تختلف التكلفة حسب الدولة والتقنيات المستخدمة. على سبيل المثال، أعلنت السعودية عن برنامج استمطار بتكلفة تتجاوز 400 مليون ريال.
هل هناك دول أخرى تستخدم هذه التقنية؟
نعم، تُستخدم تقنية الاستمطار الصناعي في عدة دول، منها الإمارات، السعودية، الصين، الهند، والولايات المتحدة، بهدف تعزيز الموارد المائية ومواجهة الجفاف.
ما هي البدائل الأخرى لمواجهة الجفاف في المغرب؟
من بين البدائل التي يعتمدها المغرب: بناء محطات لتحلية مياه البحر، نقل المياه من المناطق الغنية إلى المناطق الجافة عبر “الطريق السيار المائي”، وتشجيع الزراعات المتكيفة مع التغيرات المناخية.