مقارنة بين الاهلي والزمالك في كرة القدم : من الأفضل؟

مقارنة بين الاهلي والزمالك في كرة القدم هي ليست ذكر لمحسن الفريقين وامتيازات كل منهم على الآخر بل هي استعراض لواحدة من أعرق وأشرس المنافسات في تاريخ كرة القدم الإفريقية والأهلي والزمالك ليسا مجرد منتخبين بل لكل منهم تاريخه وجمهوره وكذلك مدرسته الكروية وكذلك هويته الجماهيرية وإنجازاته التي يحتفي بها التي كانت العمود الفقري للهوية المصرية في كرة القدم

في هذا المقال نلقي نظرة تحليلي لكلا الفريقين الاهلي والزمالك من حيث عدد البطولات والأداء المحلي والقاري وكذلك الاستقرار الفني والإداري وتأثير كلا الفريقين على طرة القدم المصرية والأفريقية ويظل السؤال قائم حول أفضل الفريقين وارجحهما على الفوز.

المنافسة الكبرى الأهلي والزمالك صراع الهوية الكروية

تعد المقارنة بين الأهلي والزمالك من أكثر المواضيع إثارة في عالم كرة القدم المصرية، فالأهلي يتميز بتاريخه العريق وبطولاته الإفريقية المتعددة، بينما يمتلك الزمالك جماهيرية واسعة وأسلوب لعب فني راقٍ والمنافسة بينهما لا تقتصر على الملعب فقط، بل تمتد إلى الشغف والانتماء العاطفي للجماهير.

جذور الديربي: النشأة والرمزية التاريخية

ومن حيث النشأة عند عمل مقارنة بين الاهلي والزمالك يعود تأسيس النادي الأهلي إلى 1907 كان يتزامن هذا مع الاحتلال البريطاني لمصر الذي منع الأنشطة الرياضية والاجتماعية ليصبح حينها أول نادي رياضي وطني للمصريين وقد لعب دورا بارزا في صد الاحتلال حيث لم يكن نادي الأهلي مقتصر فقط على الرياضة بل أسهم في دعم الحركات الوطنية لردع الاحتلال ليحمل شعار نادي الوطنية.

أما عن نادي الزمالك فقد تم إنشائه عام 1911 تحت اسم قصر النيل الذي تم تغييره لاحقا لأكثر من اسم أخر مثل “المختلط” ثم بعد ذلك الفاروق نسبة للملك فارق قبل أن يطلع عليه الزمالك بعد ثورة 1952، كما أنه كان متعدد الجنسيات والهويات مصريين وأجانب ثم بعد ذلك صار نادي وطني للمصريين.

ميزان الإنجازات: المقارنة الرقمية للبطولات

برغم أن فارق السنوات بين تأسيس الناديين بسيط إلا أننا عندما نجري مقارنة بين الاهلي والزمالك في كرة القدم نلاحظ أن اختلاف الظروف وعامل النشأة كان عاملًا قويا في تمايز الشخصيتين للأندية مما زاد من حدة المنافسة بينهم لتتجاوز البعد الرياضي ويصل إلى والرمزية والانتماء الاجتماعي والتاريخي.

عند مقارنة الاهلى والزمالك في كرة القدم تبرز المؤشرات كأحد أهم العوامل التي تحدد الأفضلية بين الفريقين ويعد النادي الأهلي هو الأكثر من حيث الألقاب والبطولات محليًا وإفريقيًا إلا أن نادي الزمالك قد أحرز العديد من الألقاب والبطولات خصوصًا في مدّة ما كان مسيطر إفريقيًا.

حقق النادي الأهلي حتى 2025 أكثر من 44 لقبًا في الدوري المصري 39 لقبًا لكأس العالم إلى جانب 12 لقبًا في السوبر المصري وعلى الصعيد القاري توج النادي الأهلي 12 لقبًا في دوري أبطال إفريقيا وهو رقم قياسي لما يبلغه نادي أفريقيا عداه هذا غير الألقاب التي حازم عليها في كأس الكونفدرالية، والسوبر الإفريقي وكأس الكؤوس الأفريقية.

بالنسبة لنادي الزمالك فقد حاز على 14 لقبًا لدوري المصري و28 لقبًا لكأس مصر وكذلك 4 القاب لسوبر المصري وعلى المستوى الأفريقي فقد حاز على 5القاب في دوري أبطال إفريقيًا هذا بجانب القاب أخرى في كأس الكؤوس والسوبر الأفريقي وكأس الكونفدرالية مما يجعله يفوق ناظريه من الأندية الأفريقية ويحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة.

شغف الجماهير: الشعبية والوفاء في المدرجات

عند إجراء مقارنة بين الاهلي والزمالك في كرة القدم من حيث الجماهيرية والشعبية نجد أن كلا من الناديين يتمتع بقاعدة جماهيرية بالغة التي تساعد في تفوقه واستمراريته وترسل وجوده كما إنها تبرز هوية كل نادي.

يحظى النادي الأهلي بشعبية بالغة وكذلك يلقب بأكثر من أسم مثل “نادي القرن” أو “نادي الوطنية” وله قاعدة جماهيرية تعد الأكبر والأوسع على المستوى المحلي مصر وكذلك المستوى الأفريقي بل إنها تمتد إلى الجاليات العربية الخليجية والأوربية مما يعكس وبشكل واضح مدى ارتباط الجماهير عاطفيًا بالنادي وكذلك تاريخيًا بالبطولات.

على الناحية الأخرى يحظى نادى الزمالك بقاعدة جماهيرية تتميز بالوفاء المنفعل لولائهم الشديد بالنادي رغم تقلب النتائج في بعض الفترات يمثل جماهير الزمالك تيارًا مؤثرًا في النادي الرياضي المصري، كذلك الحضور القوى والبارز خصوصًا عند يستعيد النادي تألقه كذلك يعرف الزمالكوية بروح الانتماء والولاء في أحلك اللحظات.

على الرغْم أن جَمهور الأهلي يفوق الزمالك عدديًا ألا أن مشجعي نادي الزمالك يبرزون رغم قلتهم بولائهم وتعصبهم التشجيعي لفريقهم سواء أن كان هذا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو في الملاعب خلال مباريات الأهلي والزمالك أو حتى اجتماعيًا ورغم تباين الجماهير المشجعين لكلا الناديين إلا أن ذلك يزيد من المنافسة ويعمل على تحفيز الجانبين على الأداء الأفضل والاستمرار في التقدم.

قوة المؤسسة: الاستقرار الإداري والبنية التحتية

عند مقارنة الاهلي والزمالك في كرة القدم تعد الإدارة والبنية التحتية من أهم عناصر المقارنة ومن الوسائل والأسباب التي تجعل الأنديه تكمل مسيرتها الرياضية والاستمرارية في المنافسة مما يجعل كلا من الفريقين يحاول جاهدًا ليكون الأفضل.

الأهلي مثلا يتمتع بالحفاظ على رؤيته الاستراتيجية طويلة المدى وكذلك الحفاظ على التقاليد المؤسسية مما ساهم في بنية تحتيه قوية صعبة الكسر وكأن نتيجة لهذا سهولة في اتخاذ القرارات والاستقرار المالي والقدرة على المحافظة على أداء فريق قوي بشكل مستقر.

يمتلك النادي الأعلى بنية تحتية قوية مثل استاد الأهلي الجديد والاكاديميات المنتشرة في جميع المحافظات كذلك الفروع المختلفة لنادي مثل الجيزة والشيخ زايد ومدينة نصر والتجمع الخامس مما يساعد على ثبات البنية التحتية.

بالنسبة لنادي الزمالك فقد عانى من التقلبات في مدّة معينة مما أثر هذا على الاستقرار الفني ولكن مع هذا ظل محتفظ ببنية تحتية قوية وقاعدة جماهيرية لا يستهان بها أبرزها النادي في ميت عقبة واستاد الزمالك بالإضافة إلى عدد من المنشآت الرياضية والاجتماعية وأظهر الزمالك مع الوقت قوى لا يستهان بها أعادة توازن البنية التحتية والاستقرار الإداري.

أسماء من ذهب: أساطير صنعوا المجد في القطبين

من المنصف أنه عند معرفة تاريخ مواجهات الأهلي والزمالك في كرة القدم أن نذكر أسماء الأبطال الذين بنوا هذا المجد والذين كانوا بواسع في ساعة المنافسة بأداء قوي ومميز يظهر هوية الفريق واصبحوا أيقونة مخلدة في عقل الجمهور المصري والإفريقي.

في النادي الأهلي تألق عدد كبير من اللعبيين وتركوا بصمته الخاصة مثل:

• صالح سليم أسطورة القيادة والموهبة يتميز بأسلوبه الإداري العريق في النادي.
• محمود الخطيب أول مصري يفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا وواحد من أعظم الوجوه في النادي الأهلي.
• حسام حسن الهداف الأسطورة لدوري المصري قبل انتقاله إلى الزمالك.
• محمد أبو تريكة أمير القلوب الأشهر في تاريخ الكرة العربية والإفريقية التي تركت بصمته الخاصة في المباريات الكبرى بفضل موهبته.
• وائل جمعة بركات متعب شوقي ابكتل العقد الأول من الأهلي الذين قادوا الفريق وثبوته في الذاكرة الأفريقية.

بالنسبة لنادي الزمالك فلذلك كان هناك وجوه برزت وأزهرت في لنادي مثل:

• حمادة إمام.
• فاروق جعفر.
• حسن شحاته.
• حازم إمام.
• شيك ابالا.

الأبعاد الاقتصادية: القيمة السوقية والاستثمار في النادي

المقارنة بين الاهلي والزمالك لم تعد تقتصر على عدد البطولات فحسب، بل امتدت لتشمل القوة الاقتصادية والقدرة على الاستثمار وهذا القسم يوضح الفوارق في المنهج الاقتصادي والإداري.

القيمة السوقية وقوة الاستقطاب

تعتبر القيمة السوقية للاعبي الفريق الأول مؤشرًا هامًا على القدرة المالية وجودة اللاعبين الحاليين وفي السنوات الأخيرة، غالبًا ما يتفوق الأهلي في القيمة الإجمالية للاعبيه نظرًا للاستقرار الإداري الذي يسهل التعاقدات طويلة الأمد. بالمقابل، يظهر الزمالك براعة في اكتشاف المواهب الشابة وتقديمها بقيم سوقية منخفضة نسبيًا، قبل أن ترتفع قيمتها بشكل كبير.

الاستثمار في العلامة التجارية والرعاية

كلا الناديين يمثلان أكبر علامتين تجاريتين رياضيتين في مصر وإفريقيا ويتميز النادي الأهلي بـالاستقرار في عقود الرعاية طويلة الأجل، مما يضمن تدفقًا ماليًا ثابتًا يدعم البنية التحتية، بينما شهد الزمالك بعض التقلبات في ملف الرعاية، لكنه يظل جاذبًا لأكبر الشركات نظرًا لقاعدته الجماهيرية الهائلة وولائها الشديد.

منظومة الناشئين والأكاديميات

يولي الناديان الاهلي والزمالك اهتمامًا كبيرًا لقطاع الناشئين والأكاديميات، التي تعد شريان الحياة المالي والفني. الأهلي يركز على نظام صارم وموحد لإنتاج أجيال متتالية قادرة على سد احتياجات الفريق الأول، أما الزمالك فيشتهر بكونه “مصنع المواهب” التي تتسم بالمهارة الفردية العالية واللمسة الجمالية، حيث يفضل لاعبيه الاعتماد على الموهبة الفطرية في المقام الأول.

المقارنة الحديثة: الأداء في العقد الأخير (2015 – الآن)

لطالما كان السؤال “من الأفضل؟” مرتبطاً بالإحصائيات التاريخية، لكن المقارنة تكتمل بتناول الهيمنة الحديثة:

• سيطرة الأهلي القارية: في العقد الأخير، عزز الأهلي هيمنته الإفريقية بشكل لافت، محققًا عدداً قياسياً من ألقاب دوري أبطال إفريقيا، مما جعله يبتعد بفارق كبير عن أقرب منافسيه (ومنهم الزمالك) في ترتيب أندية القارة.
• تألق الزمالك المحلي القصير: شهد الزمالك فترات تألق محلية مكثفة (خصوصاً في الدوري وكأس مصر)، محققاً ألقاباً هامة عكست تفوقاً فنياً مؤقتاً، ولكنه غالباً ما كان يواجه تحديات الاستقرار الإداري الذي يؤثر على استمراريته في الهيمنة القارية.
• الاستقرار الفني والإداري: يُعد هذا العامل هو الفارق الأبرز حديثاً؛ حيث ساهم الاستقرار الإداري للأهلي في استمرارية الجهاز الفني وتراكم الخبرات، بينما عانى الزمالك من التغيير المتكرر في مجالس الإدارة والمدربين، مما أثر على بناء فريق قوي ومستدام لعدة مواسم متتالية.

مواجهات القمة بين الأهلي والزمالك

تعد مواجهات القمة بين الاهلي والزمالك ليست مجرد لقاء قروي بل هي مناسبة وطنية ومهرجان رياضي يشد أنظار ملايين المشجعين داخل مصر وخارجها وتعرف في بمصر باسم ديربي القاهرة منذ عام 1917 خاض الاهلي والزمالك اكثر من 240 مواجهة في مختلف البطولات بين الدوري، الكأس، دوري أبطال إفريقيا، السوبر المحلي والقاري.

استطاع الأهلي أن يفوز بمعظمها حيث حقق أكثر من 100 انتصار في مقابل ذلك استطاع الزمالك أن يفوز في عدد مباريات تفوق 60 مباراة. وبعضها انتهى بالتعادل بين الفريقين بنتائج مثيرة لا تنسى.

تأثير الناديين على كرة القدم المصرية

عند مقارنة الاهلى والزمالك في كرة القدم لا يمكن إنكار الدور البارز الذي حققاه الفريقين في تشكيل الهوية الكروية المصرية والنهضة بها محليًا وأفريقيًا ودوليًا.

فقد أسهم النادي الاهلي في دعم المنتخبات الوطنية حيث قدم لها عشرات اللاعبيين للمنتخب المصري في مختلف الأجيال وأسهم بشكل مباشر في تحقق البطولات القارية كان أبرزها ثلاثية كأس الأمم الإفريقية 2026, 2028, 2010 التي ضمت في صفوفها عدد كبيرا من نجوم الاهلي كما ساهم الأهلي في ترسيم مفهوم الاحتراف الإداري.

أما بالنسبة للزمالك فقد كان ولا يزال مصنعًا للمواهب ومصدرًا للإبداع الكروي قدم لاعبيين مميزين بالنيات والمهارات العالية وكأن لهم دور بارز في إفراز العديد من الألقاب للمنتخب الوطني خصوصًا في فترات السبعينيات والثمانيات وكذلك قدموا لاعبيين حملوا اسم مصر في الخارج.

“بعد أن قرأت المقارنة بين الاهلي والزمالك، من برأيك الأفضل تاريخيًا وحاليًا؟ اكتب رأيك في التعليقات وادعم فريقك بالمعلومة والاحترام!ولا تنس مشاركة المقال مع أصدقائك من عشاق الكرة المصرية”

الأسئلة الشائعة